جازان- نهضة تنموية شاملة، نموذج ملهم لرؤية المملكة 2030‎

المؤلف: حمود أبو طالب10.24.2025
جازان- نهضة تنموية شاملة، نموذج ملهم لرؤية المملكة 2030‎

لقد شهدت جميع أرجاء وطننا العزيز نهضة شاملة ومستمرة في شتى المجالات، وذلك منذ أن أرسى المؤسس العظيم الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – قواعد هذا الكيان الشامخ، وجعل نصب عينيه هدفاً سامياً، ألا وهو تبوُّء المملكة مكانة مرموقة بين الأمم المتقدمة في كل المضامير، وقد تميزت كل حقبة زمنية ببصماتها وإنجازاتها الفريدة، وصولاً إلى هذا العصر الذهبي الذي نعيشه، عصر الرؤية الطموحة التي تشهد حراكاً دؤوباً لتحقيق أهداف استراتيجية متميزة، من خلال مشروعات عملاقة تطال كافة المناطق، ممّا يحقق مفهوم جودة الحياة، واستكمال بنية الخدمات العصرية، الأمر الذي يؤهل كل منطقة للاستفادة القصوى من مقوماتها الفريدة، ممّا يعزز الاقتصاد الوطني ويرتقي بحياة المواطنين الكرام.

وباتت الشواهد جلية للعيان في كل بقعة من أرضنا الغالية، دلالة على هذا التسابق المحموم نحو التنمية الشاملة، وسأخص بالذكر اليوم منطقة عاصرتُ تحولاتها وتقلّباتها، وغدت اليوم تفوق التصور في وتيرة الإنجازات المتلاحقة، إنها منطقة جازان التي أضحت رمزاً للتطور المذهل ومصدراً للمفاجآت السارة، تلك المنطقة التي لطالما اعتقدنا أنها بحاجة لعقود مديدة لتلحق بركب الحضارة، إلا أنها وخلال فترة وجيزة لا تتجاوز العقدين والنصف، قفزت قفزات نوعية هائلة في مسيرتها التنموية، ممّا يدفعني – ودون أدنى مبالغة – إلى الجزم بأنها تجسد نموذجاً استثنائياً لفلسفة التنمية الحقيقية بمعناها الأعمق.

لا شك أن هذه المنطقة حظيت، شأنها شأن سائر المناطق، بدعم سخي ولا محدود من الدولة الرشيدة، بيد أن الدعم المادي وحده لا يكفي ما لم يقترن بحسن التدبير والإدارة الحكيمة، وشغف الإنجاز، والمتابعة الحثيثة، وعدم الرضوخ للصعاب والتحديات، وهذا تحديداً ما تجسد في منطقة جازان منذ أن تولى زمام إدارتها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، الذي قاد دفة التنمية بكل اقتدار نحو المستقبل الزاهر، بمعاونة فريق عمل متفانٍ لا يعرف الكلل ولا الملل، ولا يضم في صفوفه إلا المخلصين المبدعين المتطلعين إلى التميز، ثم جاء سمو نائبه الأمير محمد بن عبدالعزيز ليكون السند والعضيد في قيادة نهضة المنطقة الشاملة.

لقد سنحت لي الفرصة خلال اليومين الماضيين للتجول في أرجاء مدينة جازان ومنطقة جازان عموماً، ودهشتُ أيما دهشة ممّا رأيته من بهاء ورونق تجسد في باقة متنوعة من المشاريع الجديدة، الخدمية والاقتصادية والاستثمارية والسياحية والترفيهية، ويا للصدفة فقد تزامن وجودي هناك مع حراك تنموي متجدد، إذ قام بزيارتها معالي وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان لتدشين ووضع حجر الأساس لمشروعات تنموية وإسكانية واستثمارية بقيمة إجمالية بلغت 12 ملياراً و600 مليون ريال، وعقب ذلك مباشرة حلّ معالي وزير النقل ضيفاً على المنطقة لتدشين 9 مشروعات للطرق، تمتد بطول 164 كيلومتراً، وبتكلفة قدرها 807 ملايين ريال، وقد ركزت هذه المشروعات على استكمال شبكة الطرق في المناطق الجبلية الوعرة، بهدف تسهيل الوصول إليها، وتسريع وتيرة تقديم الخدمات، وتنمية المقومات السياحية الجذابة التي تزخر بها، كما تفقد معالي وزير النقل مشروع مطار جازان الجديد، الذي يتربع على مساحة 48 مليون متر مربع، ويجسد أحدث التصاميم والخدمات في عالم المطارات، ممّا يفتح آفاقاً واسعة أمام المنطقة، وفي التوقيت نفسه، قامت شركة المياه الوطنية بتدشين ثلاثة مشاريع لمياه الشرب بأطوال بلغت 412 كيلومتراً من الخطوط الرئيسية والشبكات، ولا شك أن هذه المشاريع العملاقة والمتزامنة ستشكل إضافة نوعية إلى منظومة المشاريع العديدة التي تم إنجازها، ولن تتوقف مسيرة البناء والتطوير، فالطموحات كبيرة والعمل دؤوب والشغف بتحقيق الأفضل يحدو كل العاملين في قطاع التنمية بالمنطقة.

تلك هي جازان التي طالما حلمنا بها، وكان أميرها الملهم من أبرز المتفائلين بمستقبلها الزاهر، وهو اليوم يشاركنا هذه الفرحة الغامرة بما وصلت إليه، ويتطلع معنا بشوق إلى المزيد من التقدم والازدهار، فهلموا بنا إلى جازان، درة الجنوب وكنز الجمال، وموطن الفرص الاستثمارية الواعدة.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة